2012/10/14

السياحة الحلال في تركيا

نجحت تركيا في السنوات الأخيرة في إستقطاب العديد من السياح لزيارتها واعتمدت في ذلك على كثير من القنوات والوسائل مثلت السياحة الحلال أحد هذه الوسائل وقد لاقت رواجا كبيرا من طرف السياح المسلمين خاصة منهم القادمين من دول الخليج .

في الصيف الماضي لم أجد صعوبة في اختيار المكان الذي سأقضي فيه العطلة الصيفية برفقة عائلتي رغم مصادفتها لشهر رمضان المبارك فقد كان حلمي منذ فترة طويلة أن أزور تركيا خاصة بعدما سمعت عن تجربة السياحة الحلال في هذه البلاد الساحرة والتي عرفت نجاحا كبيرا نظرا لإبداعها في هذا القطاع لتقديم أفضل الخدمات المطابقة لأحكام الشريعة الإسلامية. استغرقت الرحلة أسبوعا كاملا وكأنه يوم واحد فقط، كانت بالنسبة لي تجربة متميزة فاق سحرها ذلك الذي ألفته في رحلاتي السابقة عبر الأقطارالعربية والغربية على حد سواء ولم استمتع قط قدراستمتاعي بهذه الرحلة التي أحب أن أشارككم بعض تفاصيلها.

قبل السفر إلى بلاد الأناضول رتب زوجي الرحلة بنفسه فقد حجز مايلزمنا من تذاكر الطائرة والفنادق و استأجر سيارة لتسهيل التنقل بكل حرية كما قمنا باختيار بعض المطاعم التي رأيناها مناسبة لنا من خلال الأنترنت.
الأجواء الرمضانية في تركيا رائعة جدا خاصة في المدن التي تحتوي على نسبة كبيرة من المسلمين كمدينة إسطنبول و المدن الشمالية ،فالمساجد تمتليء عن آخرها لصلاة التراويح و ينصح الذهاب إليها مباشرة بعد وجبة الإفطاروإلا سيصعب عليك إيجاد مكان لتصلي فيه. العادات والتقاليد الرمضانية في تركيا لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها في الدول العربية كقراءة القرآن في المساجد والقيام باحتفالات دينية كاحتفالات منطقة السلطان أحمد التي يقدم فيها التراث العثماني ومعرض للمطبخ العثماني ،وتقديم الإفطار لكل من لا يستطيع إدراك إفطاره في بيته من طرف بعض المتطوعين قبيل صلاة المغرب التي تسمى مائدة الرحمان و التي تتضمن  التمر والزيتون والجبن حيث يحلو تناوله قبل أية وجبة أخرى إلى جانب الشربة الساخنة وخبز البيدا اللذان يحضران دائما على مائدة الإفطار. ومن بين الموروثات والعادات الرمضانية كذلك زيارة جامع البردة المتواجد في إسطنبول الذي يفتح في شهر رمضان فقط حيث تتجمع جماهير كثيرة من الناس في صفوف طويلة ينتظر كل منهم دوره للدخول وزيارة حجرة الأمانات المقدسة الموجودة بالباب العالي.

أكثر مايميز هذه الرحلة هي اللحضات الجميلة والرائعة التي قضيناها في مدينة آلانيا الجذابة المتواجدة على الساحل الجنوبي والمطلة على البحر الأبيض. نزلنا في فندق حلال اخترناه خصيصا لأنه يتماشى مع التعاليم والتقاليد الإسلامية إد يحرص مطعمه على تقديم المأكولات والمشروبات الحلال كاللحوم والدواجن المذبوحة وفق الشريعة الإسلامية و يتوسط الفندق مسجد يرتفع فيه الآذان وقت كل صلاة أما الخدمات والتسهيلات التي تقدمها شاشات الإستقبال لا تظهر عليها أي صورة لامرأة. ما أعجبني أيضا في هذا الفندق احتواؤه على مسابح خاصة بالنساء محصنة في جميع الجهات مما جعلني أسبح بكل حرية،فقد كنت عندما أذهب إلى المنتجعات الغير الحلال أحرم دائما من متعة السباحة ولا أستطيع أن أتعرض لأشعة الشمس بسبب الحجاب الذي أرتديه فكان ذلك سببا آخر جعلني أحب هذا الصنف من الفنادق التي أتمنى أن تعمم على سائر البلاد العربية و الإسلامية. 
 

2012/10/02

معلومات عامة عن تركيا

تعتبرتركيا من أحد أقطار الشرق الأوسط  الأكثر جذبا للسياح من مختلف أنحاء العالم نظرا لما تتميز به من مؤهلات سياحية هامة تشمل مجالها الجغرافي و الطبيعي وإرثها الحضاري وكذا تاريخها العريق فقد كانت تركيا مركزا للحكم العثماني إلى أن ثم إنشاء الجمهورية التركية على يد مصطفى أتا ترك. يقع القسم الأكبرمنها في جنوب غرب آسيا و القسم الثاني في جنوب  شرق أوربا. عدد سكانها 74.7 مليون نسمة في بداية 2012 . لها شكل مستطيل مساحته 783.562 كلم² ولغتها الرسمية هي التركية كما أن هناك بعض الأتراك يتحدثون  قليلا العربية و الإنجليزية. أما من ناحية المناخ فإنه يسود في جميع أنحاء تركيا الجو المعتدل في فصل الصيف والبارد جدا في المدن الداخلية في فصل الشتاء. عملتها الليرة وأكبر مدينة في البلاد هي مدينة إسطنبول .
تطل تركيا على عدة بحار هي البحر الأسود، البحر الأبيض المتوسط، بحر إيجة وبحر مرمرة .تشتهر من الناحية السياحية بالساحل الجنوبي الذي  يعرف ب"الريفيرا التركية " والذي يتميز بالطبيعة الخلابة و الشواطئ الطويلة والجميلة خاصة في مدينة إسطنبول حيث يلتقي النمط الحضاري الأوربي بالنمط الحضاري الأسيوي .

عرض خريطة بحجم أكبر
ما إن تضع قدمك على الأراضي التركية حتى تلاحظ التقارب الكبير بين الأتراك و العرب ليس فقط من الشكل الخارجي بل أيضا في ودهم ولطفهم وطيبتهم .من الناس من يظن أن الأسعار في تركيا حامية ومبالغ فيها خاصة في بعض الفنادق والمطاعم ووكالات كراء السيارات وكذا في الأسواق التركية خاصة في إسطنبول، والحقيقة أن تركيا تقدم خدماتها بأسعار تناسب ميزانية كل شخص فيكفي أن تبحث عن المطاعم و الفنادق المتوسطة بأسعار جيدة والتي ترقى في مستوى خدماتها إلى التي تدخل في خانة  الخمس نجوم .أما في الأسواق فالأفضل التسوق في المراكز التجارية و إلا فعليك ممارسة رياضة المساومة في الأسواق الأخرى .
تزخر تركيا بمجموعة كبيرة من المعالم التي تستحق الزيارة والتي تتنوع بين المناظر الطبيعية، الأماكن الدينية المقدسة، الأماكن الأثرية القديمة، المتاحف، القصور و الأسواق المسقوفة .تتوفر تركيا على 188 متحفا تابعا لوزارة الثقافة والسياحة، وتشرف الوزارة على 125متحفا خاصا و1.444 دارا للمقتنيات الأثرية من بينها المتحف العسكري في أياايريني  ومتحف الآثار التركية الإسلامية في مبنى كلية السليمانية و الذي حصل على جائزة أفضل متحف من المجلس الأوربي 1984. كما تم فتح قصر طوب قابي وتحويله مع مكوناته إلى متاحف للزيارة و تحويل مباني تاريخية إلى متاحف كأيا صوفيا وقصر دولمه بهجة في إسطنبول و ذلك لحماية التراث التاريخي و النشاط المتحفي. و توجد كذلك متاحف عن التاريخ العثماني أكثرها شهرة المتحف العثماني. أما منزل أتا ترك فهو نسخة طبق الأصل للمنزل الذي ولد فيه مؤسس تركيا الحديثة بمدينة سيتاتيك .وهناك فئة أخرى من المتاحف يطلق عليها أسماء من قبيل متحف المنازل ومتحف الذكريات، قصر جافيرأغا للضيافة في بيرجي ثم متحف ضياء غوك ألب في ديار بكر. بالإضافة إلى المتاحف نجد المساجد التي تتميز بالمآذن الشامخة والقباب العالية ومن أشهرها جامع السلطان أحمد ويطلق عليه أيضا المسجد الأزرق والذي يوجد في مدينة إسطنبول السياحية.
لاتنحصرالجاذبية السياحية لتركيا داخل مدنها فقط ففي خارج المدن نجد سحر الطبيعة التي تسلب العقل و القلب، فقد حبا الله تركيا بمناظر طبيعية خلابة  كالسهول الخضراء الممتدة والأودية و الهضبات وجبال عالية قممها تظهرمفاتن المدن والقرى المحيطة بها مثل جبال التورست والشلالات كشلالات الدودان  التي تصب بها مياه نهر الدودان و البحيرات المالحة والأنهاروغابات كغابات بلغراد. وهناك منطقة مشهورة  في تركيا تسمى بمنطقة أبيت والتي تتميز بمناظر طبيعية جميلة والتي يزورها آلاف السياح مثلها مثل الحدائق المعروفة كحديقة تركيا الصغرى التي تحتوي على مجسمات لكل مايوجد في تركيا.
لا تتسع هذه المقالة لسرد كل المظاهر الجمالية لتركيا لذلك سأتطرق إن شاء الله لجميع الجوانب التي تميز هذا البلد الساحر من مدينة إلى أخرى ومن معلمة إلى أخرى في سلسلة من المقالات التي ستأتي تباعا في الأسابيع القليلة القادمة، ترقبونا.