نجحت تركيا في السنوات الأخيرة في إستقطاب العديد من السياح لزيارتها واعتمدت في ذلك على كثير من القنوات والوسائل مثلت السياحة الحلال أحد هذه الوسائل وقد لاقت رواجا كبيرا من طرف السياح المسلمين خاصة منهم القادمين من دول الخليج .
في الصيف الماضي لم أجد صعوبة في اختيار المكان الذي سأقضي فيه العطلة الصيفية برفقة عائلتي رغم مصادفتها لشهر رمضان المبارك فقد كان حلمي منذ فترة طويلة أن أزور تركيا خاصة بعدما سمعت عن تجربة السياحة الحلال في هذه البلاد الساحرة والتي عرفت نجاحا كبيرا نظرا لإبداعها في هذا القطاع لتقديم أفضل الخدمات المطابقة لأحكام الشريعة الإسلامية. استغرقت الرحلة أسبوعا كاملا وكأنه يوم واحد فقط، كانت بالنسبة لي تجربة متميزة فاق سحرها ذلك الذي ألفته في رحلاتي السابقة عبر الأقطارالعربية والغربية على حد سواء ولم استمتع قط قدراستمتاعي بهذه الرحلة التي أحب أن أشارككم بعض تفاصيلها.
قبل السفر إلى بلاد الأناضول رتب زوجي الرحلة بنفسه فقد حجز مايلزمنا من تذاكر الطائرة والفنادق و استأجر سيارة لتسهيل التنقل بكل حرية كما قمنا باختيار بعض المطاعم التي رأيناها مناسبة لنا من خلال الأنترنت.
الأجواء الرمضانية في تركيا رائعة جدا خاصة في المدن التي تحتوي على نسبة كبيرة من المسلمين كمدينة إسطنبول و المدن الشمالية ،فالمساجد تمتليء عن آخرها لصلاة التراويح و ينصح الذهاب إليها مباشرة بعد وجبة الإفطاروإلا سيصعب عليك إيجاد مكان لتصلي فيه. العادات والتقاليد الرمضانية في تركيا لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها في الدول العربية كقراءة القرآن في المساجد والقيام باحتفالات دينية كاحتفالات منطقة السلطان أحمد التي يقدم فيها التراث العثماني ومعرض للمطبخ العثماني ،وتقديم الإفطار لكل من لا يستطيع إدراك إفطاره في بيته من طرف بعض المتطوعين قبيل صلاة المغرب التي تسمى مائدة الرحمان و التي تتضمن التمر والزيتون والجبن حيث يحلو تناوله قبل أية وجبة أخرى إلى جانب الشربة الساخنة وخبز البيدا اللذان يحضران دائما على مائدة الإفطار. ومن بين الموروثات والعادات الرمضانية كذلك زيارة جامع البردة المتواجد في إسطنبول الذي يفتح في شهر رمضان فقط حيث تتجمع جماهير كثيرة من الناس في صفوف طويلة ينتظر كل منهم دوره للدخول وزيارة حجرة الأمانات المقدسة الموجودة بالباب العالي.
أكثر مايميز هذه الرحلة هي اللحضات الجميلة والرائعة التي قضيناها في مدينة آلانيا الجذابة المتواجدة على الساحل الجنوبي والمطلة على البحر الأبيض. نزلنا في فندق حلال اخترناه خصيصا لأنه يتماشى مع التعاليم والتقاليد الإسلامية إد يحرص مطعمه على تقديم المأكولات والمشروبات الحلال كاللحوم والدواجن المذبوحة وفق الشريعة الإسلامية و يتوسط الفندق مسجد يرتفع فيه الآذان وقت كل صلاة أما الخدمات والتسهيلات التي تقدمها شاشات الإستقبال لا تظهر عليها أي صورة لامرأة. ما أعجبني أيضا في هذا الفندق احتواؤه على مسابح خاصة بالنساء محصنة في جميع الجهات مما جعلني أسبح بكل حرية،فقد كنت عندما أذهب إلى المنتجعات الغير الحلال أحرم دائما من متعة السباحة ولا أستطيع أن أتعرض لأشعة الشمس بسبب الحجاب الذي أرتديه فكان ذلك سببا آخر جعلني أحب هذا الصنف من الفنادق التي أتمنى أن تعمم على سائر البلاد العربية و الإسلامية.